السؤال.. نحن مسلمون نعيش في أمريكا وننقسم إلى عدة أقسام.
فمنا من يستطيع أن يضع أولاده في مدارس إسلامية خاصة، واستطاعته تكون أولا مادية لأن أقساطها عالية وليس بمقدور معظم الناس أن يدفعوا تلك المبالغ، والقسم الثاني يضع أولاده في المدارس الحكومية لأنها مجانية.
وهناك من وضع الأولاد ونسي أمرهم وتركهم لتلك المدارس لتزرع فيهم القيم منها الجيد وأغلبها ما هو دخيل على ديننا وخصوصا عندما ينتقلون من مرحلة الابتدائي إلى الأعلى.
ناهيك عن موت واندثار اللغة العربية لديهم. والفئة الثانية ممن يضعون أولادهم في المدارس الحكومية ينقسمون إلى قسمين يشتركان في الغيرة على الدين واللغة.
ولكن أحدهما يعمل كل ما بوسعه للمحافظة على الدين بتعليم أولادهم في البيت اللغة العربية وهذا يتطلب وقتا وجهد عظيمين ومتابعة وصبر.
والفئة الأخرى تتحسر ألما لعجزها عن عمل ذلك لقلة حيلتهم وعدم وجود الخبرة لأداء تلك المهمة الصعبة.
وأحسبني وزوجي ممن اعتنى بالأولاد بفضل الله ومنته حتى ترسخت اللغة العربية في عقولهم والقرآن في قلوبهم ومع ذلك نتضايق لوجود أطفالنا في تلك المدارس الأمريكية، ولكن لا طاقة لنا بوضعهم في مدارس إسلامية.
سؤالي: هل نخبئ رؤوسنا ونقاطع تلك المدارس في فترة أعيادهم ونختلق الأعذار لكي نغيب أبناءنا عن تلك الاحتفالات، أم ماذا نفعل؟
لقد فعلت شيئا أفعله أول مرة ففي هذه السنة قالت مدرسة ابنتي أنها ستعمل حفلة داخل الصف، فقلت لها: إننا لا نحتفل بالكرسماس.
قالت إنها لن تتحدث عن الدين ولكنها ستعلم الأطفال أن الناس يحتفلون بالعيد بطرق مختلفة ومسميات مختلفة ووافقت على الحضور مع ابنتي وأحضرت هدايا لكل أبناء الصف ووضعت عليها عبارة عيد سعيد وصورة للكعبة وصورة لأطفال يخرجون من المسجد وقد كانت المعلمة قد حضرت الحلوى.
ومنها يحتوي على دهن الخنزير فلفت نظرها إلى أن الأطفال المسلمون لا يأكلون الخنزير.
وقد كانت هناك أم طفلة غير مسلمة فاستغربت واتضح أنها لا تعرف شيئاً عن الإسلام فأعطيتها كتابا عن الإسلام ... فهل أنا مخطئة بذهابي؟ وهل يعد ذلك مشاركة لما هم فيه أم هو وسيلة لتعريفهم بديننا؟
الإجابــة.. بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ firyal حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
إن هذه الآية الكريمة هي خير ما نفتتح به كلامنا مع أمٍّ مؤمنة تحمل همَّ تربية أولادها وتنشئتهم كما أمر الله جل وعلا، إنك أنت تلك الأم التي أحبت طاعة الله وأبغضت معصيته ونظرت فرأت فلذات أكبادها أمامها.
فتقطع قلبها حسرة أن يتيهوا في وسط هذه الأمواج المتلاطمة من الفتن التي تعرض المحرمات في الأخلاق وفي الأعمال، وتعرضها ليس في هذا فحسب، بل وفي العقائد – وهذا أخطر الأمور على الإطلاق – فقمت قيام الأم المؤمنة التي عرفت ربها.
وعرفت عظيم الأمانة التي ألقاها الله تعالى عليها وحملها إياها فتذكرت أنت وزوجك الكريم قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}. وكان ماثلاً أمام عينيك قول النبي صلى الله عليه وسلم: :( كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راعٍ ومسئول عن رعيته.
والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، فكلكم راعٍ ومسئول عن رعيته ) متفق على صحته..
فهذا شعوركما أنتما الوالدان المؤمنان اللذان يريدان لأولادهما الحياة الطيبة في دينهم وفي دنياهم، ولديكما الرغبة الأكيدة في أن يكون هؤلاء الأولاد في مدارسهم الإسلامية بين إخوانهم المسلمين وفي الوضع الطبيعي الذي يتلقون فيه العلوم التي يحتاجونها مع الحفاظ على عقيدتهم وعلى أخلاقهم وعلى دينهم.
ولكن تجدون أمامكم الأحوال المادية التي تمنعكم من ذلك فتحتاجون إلى أن تضعوهم في المدارس العامة والتي يختلط فيها الحابل بالنابل.
وكما أشرت بهذا التقسيم الدقيق الذي يدل على نظرة واعية ويدل على أنك تحملين هذا الهم على محمل الجد، بل وعلى المحمل اللائق به عندما قسمت أحوال الناس عندكم هذا التقسيم الدقيق والذي بيَّن وبكل جلاء أن أعظم همٍّ لديك هو الحفاظ على طاعة الله عز وجل وعلى أولادك في إيمانهم.
وفي طاعتهم لله وللحفاظ كذلك على أخلاقهم لئلا تنجرف وراء هذه الرذائل التي تعرض صباح مساء سواء كان ذلك بما يُعرض في الشاشات المرئية وأجهزة الإعلام الفاسدة المختلفة في تلك البلاد.
أو كان ما يلقى لهم من قبل المعلمات واللاتي قد يتعمدن إيصال مثل هذا الضرر – والعياذ بالله تعالى – في كثير من الأحيان والشواهد خير دليل على ذلك، فإن كثيرًا من هؤلاء يريدون أن يصدوا عن سبيل الله عز وجل.
وأن يصهروا هذه الأخلاق المؤمنة لدى هؤلاء الأطفال الأبرياء ليغرسوا عقائدهم ويغرسوا كذلك فسادهم في أنفسهم؛ قال الله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}.
وقال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ}.
والمقصود أن هذا موجود وبكثرة وبشيوع ظاهر، وإن كان قد لا يوجد ولله الحمد في بعضهم حيث يقدمون أخلاق الناس وعقائدهم ويقفون موقفًا محايدًا في هذا، فهذا أيضًا موجود ولكنه نسبة ضئيلة وليس بنسبة قوية.
والمقصود هو أخذ جانب الحذر والعناية والرعاية هو ليس من الأمور الفاضلة فحسب بل هو من الواجبات المحتمة التي إن أخلَّ بها أولياء أمور الطلبة فقد تعرضوا لمقت الله عز وجل وتعرضوا لسخطه، فإنهم بذلك يرتكبون التفريط في الأمانة التي قال الله تعالى فيها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.
وقد ثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (ما من راعٍ يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة) متفق على صحته.
وأما عن ما أشرت إليه من حرصك على إبلاغ دعوة الله جل وعلا إلى مدرسات أولادك وإلى التلاميذ بصورة مشرقة وبالحكمة والموعظة الحسنة، فهذا مقصد نبيل، ولذلك استفتحنا هذا الكلام بهذه الآية العظيمة: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
يقول تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ} ممن كان مراده وقصده أن يهدي عباد الله جل وعلا إلى دينه عز وجل، وكان هو أيضًا عاملاً بهذا الدين آخذًا به.
ولذلك قال تعالى: { وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}. وقد خرج البخاري في صحيحه عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (من دل على خير فله أجر من عمل به) أخرجه البخاري في صحيحه. وخرج مسلم في صحيحه عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ).
فسعيك بحمدِ الله هو سعي محمود وهذه خطوة عظيمة ينبغي أن تحرصي عليها، ولكن يا أختي لابد كذلك من اتخاذ الأسلوب المشروع في الدعوة إلى الله عز وجل، فأنت تريدين أن تقدمي الخير إلى الناس فلابد أن يكون السبيل الذي تتبعينه خيرًا أيضًا.
وهذا هو الذي جعلك تسألين عن حكم ما قد قمت به من المشاركة في احتفال عيد رأس السنة الميلادية (الكريسماس)، فالمشاركة في هذه الحفلات تحتاج إلى تفصيل:
فإن كانت الحفلة خالية من أي قصد ديني، بمعنى أنها حفلة للأولاد لكي يفرحوا ولكي يبتهجوا وتقومين حينئذ بالمشاركة وتقدمين ما قمت به من الوسائل العلمية المعرفة بهذا الدين وبالموعظة الحسنة وتظهرين الصورة المشرقة للمرأة المؤمنة صاحبة الخلق وصاحبة الدين، فهذا من الدعوة إلى الله جل وعلا بل من العمل الصالح الذي تنالين به الدرجة الرفيعة - بإذن الله ومنِّه وكرمه - .
وأما إن كان الاحتفال بشعائر الكفر التي لدى النصارى فهذا لا يجوز المشاركة فيه بحال من الأحوال، فإن احتفالهم بعيد الميلاد (الكريسماس) هو مبني على أصل عندهم وهو أن هذا عيد ميلاد الرب أو عيد ميلاد ابن الرب – على خلاف واضطراب لديهم في ذلك فإنهم لا يكاد ينتظم لهم جواب مستقيم في هذا المعنى – فهم يحتفلون بهذا العيد على هذا الاعتبار.
ومن المعلوم أن هذا من أعظم الشرك بالله عز وجل ومن أعظم الكفر به جل وعلا.
فهذا الاحتفال يراد به هذه المعاني الكفرية التي يعتقدونها، ولذلك فإن ابتهاجهم بهذا المعنى، ومن المعلوم أن كل عيد يختص بهم ويكون من شعائر دينهم يحرم على المؤمن أن يشارك فيه بوجه من الوجوه؛ قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً}؛ ومعنى {لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} أي لا يحضرون الباطل.
ومن أعظم الباطل أعياد المشركين كما قال ذلك أئمة من أصحاب ابن عباس - رضي الله عنهما – حيث قالوا في هذه الآية: {الزُّور} أعياد المشركين. أي أن عباد الرحمن لا يشهدون – أي لا يحضرون – الزور الذي هو أعياد هؤلاء المبطلين.
وقد قال الله تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً}.
فحرم الله جل وعلا شهود أي مكان يعصى الله تعالى فيه بالكفر بما هو دونه، ولذلك قال تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}.
ومن المعلوم أن مجرد الاحتفال بعيد الميلاد على المعنى الديني لديهم هو داخل في هذا المعنى أصالة، ولذلك قال الإمام أبو عبد الله بن القيم - رحمة الله تعالى عليه – في كتاب (أحكام أهل الذمة): "( وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيدٌ مبارك عليك، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب.
بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخْطَه)" فهذا كلامه بحروفه – عليه رحمة الله تعالى - . فثبت بذلك الحكم العام في كل شعائرهم التعبدية التي يهنئون بها بعضهم بعضًا.
وهذا ليس - بحمد الله عز وجل – من التواني على الدعوة إلى الله جل وعلا بل هو عمل بطاعة الرحمن، وإنما الدعوة تكون بالأسلوب المشروع، فأنتم قادرون على التواصل مع هذه المعلمة التي أشرت إليها والظاهر منها أن فيها خيرًا لأنها طلبت مشاركتكم ولم تمانع من ذلك.
وأيضًا فلو قدر وجود بعض الأطعمة التي تحتوي على لحم الخنزير أو مستخلصة منه فهذا خير أسلوب تقومون به هو التنبيه أو على أقل تقدير أن يمنع أطفال المسلمين من تناوله ويبيَّن لهم ذلك، فهذا هو المطلوب يا أختي.
وليس هذا من دفن الرأس في التراب أو من ترك الأمور الواجبة وإنما هو إنزال للأمور منازلها، وينبغي أن يكون لك قدر من التواصي مع هذه المعلمة وأمثالها ممن يتقبلوا الدعوة إلى الله جل وعلا وإمدادهم بما يتيسر من الوسائل العلمية النافعة التي تعرفهم على دين الله جل وعلا.
خاصة وأن موقعكم في الشبكة الإسلامية يحتوي قدرًا عظيمًا من المقالات المتنوعة في شتى المجالات والمترجمة باللغة الإنجليزية والفرنسية وغيرها من اللغات؛ فاحرصوا على ذلك، وأيضًا فابذلوا جهدكم في أن تنقلوا أولادكم إلى المدارس الإسلامية متى ما استطعتم إلى ذلك سبيلاً حتى يكون الأمر أقرب للضبط وأقرب إلى الرعاية.
والله يتولاكم برحمته ويرعاكم بكرمه، ونسأل اللهَ لك أن يجزيك عنَّا جميعًا على هذا الجهد المبارك الذي تقومين به وعلى حفظ أولادك الذين هم أولادنا، ونسأل اللهَ عز وجل أن يزيدك من فضله أو يبارك فيكم.
وأن يشرح صدوركم وأن يحفظ لكم ذرياتكم وأن يقيكم الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن؛ {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً}. ونود دوام تواصلك مع الشبكة الإسلامية التي ترحب بكل رسالة تصلها منكم، وأهلاً وسهلا بكم ومرحبًا.
وبالله التوفيق.
الكاتب: أ/ الهنداوي
المصدر: موقع إسلام ويب